تذكرون متصفح Internet Explorer؟ ذلك المتصفح الذي كان رفيقنا الدائم لسنوات، والذي كان يصر الكثيرون على استخدامه رغم ظهور بدائل أكثر قوة وسرعة، فقط بدافع الولاء لشركة مايكروسوفت أو الخوف من المخاطر الكامنة في الإنترنت.
ثم أتت مايكروسوفت بـ متصفح Edge لأول مرة، في محاولة لمواكبة العصر. لكن الانطلاقة الأولى كانت مخيبة للآمال. كان متصفحًا أساسيًا، بدائيًا، مع دعم محدود جدًا للإضافات (Extensions). لدرجة أننا كنا نتلقى شكاوى من المستخدمين الذين اشتروا برامج حماية جديدة ويريدون استرداد أموالهم لأن برامجهم لا تدعم متصفح Edge الجديد، متجاهلين أن المشكلة كانت في Edge نفسه، وليس في برامج الحماية!
هذا يعكس حجم الثقة التي يضعها المستخدمون في مايكروسوفت ومنتجاتها. ومع إدراكها لهذه الحقيقة، والحاجة الماسة لإنتاج متصفح ويب قوي وتنافسي وآمن، قررت مايكروسوفت اتخاذ خطوة جريئة: التوقف عن محاولة بناء متصفحها من الصفر، والانتقال إلى إطار عمل Chromium، وهو نفس المحرك القوي الذي يعمل به متصفح Google Chrome وعشرات المتصفحات الأخرى.
من هذه الخطوة، وُلد متصفح Microsoft Edge الذي نعرفه اليوم. متصفح مختلف تمامًا، أعاد تعريف تجربة التصفح على ويندوز وأصبح منافسًا شرسًا لا يمكن تجاهله. في هذا التقييم الشامل، سنكتشف لماذا يجب عليك منحه فرصة ثانية، وكيف يمكن أن يصبح متصفحك الأساسي.
لماذا يختلف متصفح Edge الحالي جذريًا؟ سر الولادة الجديدة 🚀
السبب الرئيسي في هذا التحول الجذري هو قرار مايكروسوفت الذكي بالاعتماد على نواة Chromium. هذا يعني أن ايدج الجديد يتمتع بنفس السرعة، والأداء، والأهم من ذلك، التوافق الكامل مع كل مواقع الويب الحديثة، تمامًا مثل Google Chrome.
ولكن مايكروسوفت لم تكتفِ بنسخ التجربة، بل أضافت لمستها الخاصة، حيث قامت بـ:
- تحسين الأداء: جعلت المتصفح أخف على موارد الجهاز، خاصة استهلاك الذاكرة العشوائية (RAM)، وهي نقطة ضعف شهيرة في كروم.
- إضافة ميزات حصرية: دمجت أدوات فريدة مثل مساعد الذكاء الاصطناعي Copilot وميزات الإنتاجية التي سنتحدث عنها بالتفصيل.
- تطبيق نظام أمان خاص: أضافت طبقات حماية وخصوصية خاصة بها فوق بنية Chromium الأساسية.
مقارنة مباشرة: متصفح ايدج مقابل جوجل كروم
للمستخدم في السعودية أو الإمارات الذي اعتاد على كروم لسنوات، السؤال الأهم هو: هل يستحق Edge كل هذا العناء؟ لنضعهم في مقارنة مباشرة:
💡 الميزة | 🌟 Microsoft Edge | 🔥 Google Chrome |
---|---|---|
⚡ الأداء والسرعة | ✅ سريع جدًا بفضل اعتماده على نفس محرك Chromium، مع تحسينات خاصة من مايكروسوفت | ✅ سريع جدًا أيضًا، مع تحديثات مستمرة للأداء من Google |
🔋 استهلاك الذاكرة (RAM) | ✅ أفضل أداء بفضل وضع الكفاءة الجديد وميزة “Sleeping Tabs” لتقليل استهلاك الموارد عند فتح عدة ألسنة | ❌ يميل لاستهلاك ذاكرة أكبر خاصة عند فتح العديد من علامات التبويب في نفس الوقت |
🤖 الذكاء الاصطناعي المدمج | ✅ متفوق بوضوح مع تكامل مساعد Copilot الذكي في الشريط الجانبي لتقديم اقتراحات ومساعدة فورية | ❌ يعتمد على إضافات أو أدوات خارجية مثل ChatGPT Extensions أو مواقع ويب منفصلة |
🔐 الخصوصية وحماية البيانات | ✅ يوفر خيارات تحكم واضحة في الخصوصية، مع 3 مستويات حماية من التتبع، ووضع “Strict” لمنع أغلب محاولات التعقب | ⚠️ يقدم إعدادات خصوصية جيدة، لكن يظل جزءًا من منظومة Google الإعلانية، مما يقلل من مستوى التحكم للمستخدم |
🔌 دعم الإضافات (Extensions) | ✅ متوافق 100% مع كل إضافات متجر Chrome الرسمي، مع إمكانية تثبيت أي إضافة بسهولة | ✅ يمتلك أكبر متجر إضافات عالميًا، مع توفر آلاف الإضافات لكل احتياج |
🎯 المميزات الحصرية | ✅ يدعم ميزات فريدة مثل: • المجموعات (Collections) • علامات التبويب العمودية (Vertical Tabs) • القارئ الشامل (Immersive Reader) • تكامل Copilot AI | ✅ تكامل عميق مع خدمات Google مثل: • Gmail • Google Drive • Google Docs • مزامنة كاملة مع حساب Google |
الخلاصة: يقدم Edge نفس سرعة وتوافق Chrome، ولكنه يتفوق في كفاءة استهلاك الموارد ودمج الذكاء الاصطناعي بشكل أصيل.
أهم الميزات الحصرية في Microsoft Edge التي ستغير تصفحك 🎯
ما يميز Edge حقًا هو مجموعة الأدوات الذكية المدمجة فيه:
1. مساعد الذكاء الاصطناعي Copilot (الطيار الآلي)
هذه هي الميزة الحصرية. بضغطة زر في الشريط الجانبي، يمكنك أن تطلب من Copilot:
- تلخيص مقال طويل أو صفحة ويب معقدة في نقاط.
- كتابة مسودة بريد إلكتروني احترافي لمديرك.
- شرح مفهوم تقني صعب بأسلوب بسيط.
- إنشاء صور فريدة من خلال وصف نصي.
- حالة استخدام: أنت تقرأ تقريرًا اقتصاديًا طويلاً عن رؤية السعودية 2030، وبدلاً من قراءة 20 صفحة، يمكنك أن تطلب من Copilot تلخيص أهم النقاط والاستنتاجات في دقيقة واحدة.
2. وضع الكفاءة (Efficiency Mode) و Sleeping Tabs
ميزة رائعة لمستخدمي اللابتوب. يقوم وضع الكفاءة بتقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير، بينما تقوم ميزة “Sleeping Tabs” بتجميد الألسنة (Tabs) غير المستخدمة لتحرير ذاكرة الجهاز (RAM) وموارد المعالج، مما يجعل جهازك أسرع ويطيل عمر البطارية.
3. المجموعات (Collections)
أداة رائعة لتنظيم أبحاثك. هل تخطط لرحلة إلى العلا أو تبحث عن أفضل المطاعم في دبي؟ يمكنك سحب الصور والنصوص والروابط وحفظها في “مجموعة” خاصة بذلك الموضوع للرجوع إليها لاحقًا، مع إمكانية تصديرها إلى Word أو Excel.
4. علامات التبويب العمودية (Vertical Tabs)
إذا كنت مثلي تفتح عشرات الألسنة في نفس الوقت، فهذه الميزة ستنقذ حياتك. بنقرة واحدة، تنتقل كل الألسنة إلى شريط جانبي، مما يمنحك رؤية أوضح وأسهل لإدارتها بدلاً من تكدسها في الشريط العلوي.
5. دعم كامل لإضافات Chrome
من أبرز الميزات التي لاحظناها على الفور هي دعم إضافات Chrome الحالية. هذا يعني أنه يمكنك الانتقال من Chrome إلى ايدج وتثبيت كل إضافاتك المفضلة (مثل AdBlock, Grammarly) من متجر Chrome مباشرةً دون أي مشاكل.

تحميل متصفح Edge وتجربته بنفسك
- لمستخدمي ويندوز 10 و 11: الخبر السار أن Edge الجديد هو المتصفح الافتراضي والمدمج في نظامك. إذا كنت لا تزال تستخدم ويندوز 10، فإن هذا الإصدار من Edge قد حل بالفعل محل الإصدار القديم تلقائيًا.
- للمنصات الأخرى: نعم، Edge متاح الآن على كل المنصات!
- للحصول على المتصفح لجميع الأجهزة (ويندوز، ماك، أندرويد، iOS): اضغط هنا لزيارة صفحة التحميل الرسمية
أخطاء شائعة أو ميزات غير مستغلة ⚠️
لتحقيق أقصى استفادة من متصفح إيدج، تأكد من أنك لا ترتكب هذه الأخطاء:
- تجاهل Copilot: عدم استخدام المساعد الذكي المدمج يعني أنك تفوت 50% من قوة المتصفح.
- عدم استخدام المجموعات: تظل هذه الأداة كنزًا مخفيًا للكثيرين. جربها في بحثك القادم وستنبهر.
- نسيان تسجيل الدخول: قم بتسجيل الدخول بحساب مايكروسوفت الخاص بك لمزامنة كل بياناتك (المفضلة، كلمات المرور، الإضافات، سجل التصفح) عبر جميع أجهزتك (الكمبيوتر والجوال).
- إهمال خيارات الخصوصية: خذ دقيقة لتصفح إعدادات الخصوصية واختيار مستوى الحماية من التتبع الذي يناسبك (أساسي، متوازن، صارم).
بدائل وخيارات مشابهة لمتصفح Edge 💡
- Google Chrome: لا يزال العملاق الذي يصعب تجاهله، خاصة إذا كنت تعتمد بشكل كلي على منظومة جوجل.
- Mozilla Firefox: الخيار الأول للمهتمين بالخصوصية والمصادر المفتوحة، ويعمل بمحركه الخاص (Gecko).
- Brave: متصفح آخر مبني على Chromium، يركز بشكل أساسي على حجب الإعلانات وأدوات التتبع بشكل افتراضي.
الخاتمة: هل حان الوقت لتغيير متصفحك إلى Edge؟
أخيرًا، وصل متصفح Edge المبني على Chromium، ونحن معجبون جدًا به. موصى به بشدة.
هذا هو الحكم الذي توصل إليه الخبراء عند إطلاقه، واليوم، أصبح هذا الحكم أكثر صحة من أي وقت مضى. لم يعد Microsoft Edge مجرد “متصفح ويندوز الافتراضي” الذي نتجاهله، بل أصبح قوة حقيقية تقدم تجربة تصفح سريعة وآمنة وذكية.
توصيتنا:
- لجميع مستخدمي ويندوز: امنح Edge فرصة. نظرًا لأنه مدمج في نظامك، ويستهلك موارد أقل، ويقدم ميزات ذكاء اصطناعي فريدة، فهو منطقيًا الخيار الأفضل.
- لمستخدمي Chrome الحاليين: إذا كنت تعاني من بطء جهازك بسبب استهلاك كروم للذاكرة، فإن الانتقال إلى Edge سيكون سلسًا جدًا وستلاحظ الفرق في الأداء فورًا.
في سوق مزدحم بالخيارات، نجح متصفح مايكروسوفت ايدج في تحقيق عودة مذهلة، مقدمًا حزمة متكاملة يصعب التغلب عليها.